الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

كتيب: العين - لفضيلة الشيخ د / طارق غراب - العلاج بالقرآن




أسباب الإصابة بالعين




واعلم - وقاك الله - أن الإصابة بالعين تنشأ عن أحد سببين:



الأول: شدة العداوة.
الثاني: الإعجاب بالشيء واستحسانه.

ومن أدلة صحة أمر العين وشدة ضررها :
ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين } وفي هذا تنبيه وتأكيد على سرعة نفوذ العين، وتأثيرها في إصابة الذوات.
وروى البزار وغيره عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله : { أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين } [صححه الألباني وحسنه الحافظ ابن حجر]، وقد يستغرب أو يندهش بعض الناس من ذلك، مع أن الواقع يصدقه، فكم من إنسان بسط الله عليه نعمة المال، فتعلقت نفس أحد من الناس به، فأصابت ماله آفة أو خسارة، أو ذهب جميعه، ومن الناس - وخاصة النساء - من كان على جانب من الحسن والجمال، فتعلقت بها نفس أصابتها بعاهة أو مرض أو نحو ذلك، ولذا كثيراً ما يُسمع أن هؤلاء المرضى طُرِحُوا ولا يَعرِفُ الأطباء داء ولا دواء، وتحاليلهم الطبية تفيد سلامتهم، وقل مثل ذلك عن المراكب من سيارات وغيرها.
هدي النبي في مجال اتقاء العين وعلاجها:

من ذلك: ردُّها قبل وقوعها، ويكون ذلك بأمور منها: المحافظة على الأدعية والأوراد والأذكار الموظفة في الصباح والمساء، فقد جاء النص فيها، على أن من قالها يحفظه الله ويقيه، وهي كثيرة، ومن أمثلتها: فاتحة الكتاب وآية الكرسي والمعوذتان، ومثل قول: ( أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق )، ونحو ذلك. والناظر في أحوال الناس يجد الإخلال الكبير بذلك، وعدم الالتفات إليه، حتى مع الصبيان والأطفال الصغار يشرع أن يعوَّذوا ويحرَّزوا بالأحراز والأدعية الشرعية، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن النبي كان يعوذ الحسن والحسين بقوله: { أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكما - إبراهيم - كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق}.
ومن اتقاء العين أن لا تُظهر المحاسن عند من يُخشى منه ذلك، قال الحافظ البغوي في [شرح السنة]: ( روي أن عثمان ابن عفان رأى صبياً مليحاً فقال: دسموا نونته، كي لا تصيبه العين ). ومعنى دسموا: أي سودوا نونته، وهي الثقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير.
ومن اتقاء العين قبل وقوعها أن يدعوا المرء بالبركة إذا رأى ما يعجبه، وذلك بأن يقول: بارك الله لك فيه، أو: اللهم بارك عليه، ونحو ذلك، فإن من حكمة الباري وقدره أن الضرر يندفع حينئذ بإذنه تعالى، يدل على ذلك: ما صح عند مالك وابن ماجة وغيرهما عن أبي أمامة سهل بن حُنيف، قال: مرَّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أَرَ كاليوم، ولا جلد مخبأة - يريد بذلك نضارة جلده وصفاء بشرته كالفتاة العروس التي لم ترها العيون، ولم تبرز للشمس فتغيرها - قال: فما لبث أن لبط به - أي صرع وسقط على الأرض - فأُتي به النبي ، فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً، قال: { من تتهمون به؟ } قالوا: عامر بن ربيعة، قال : { علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدعُ له بالبركة } ثم دعا بماء، فأمر عامراً أن يتوضأ، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه، وداخلة إزاره، وأمر أن يُصب عليه. قال الزهري: ( وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه، وفي بعض الروايات: أنه قام ليس به بأس ).
وفي الحديث بيان لعلاج العين، وذلك بأن يؤخذ من العائن الماء الذي غسل به مواضع الوضوء منه وبعض ملابسه الملامسة لجلده، وخاصة مما يلي الورك، ثم يُصبُّ على المعيون من خلفه.
ولذا جاء عند مسلم قوله : { وإذا استغسلتم فاغسلوا } والمعنى إذا طُلب من الشخص ماء وضوئه وغسله بعض ثيابه فليفعل ولا يغضب لذلك.
والواجب على من ظن من نفسه أنه يصيب بالعين، أن يتقي الله ويتجنب ما يفضي به إلى ذلك، بأن يكثر من ذكر الله ويبارك للناس وألا يحسدهم على ما آتاهم الله، فإنه إذا حسدهم فكأنما يعترض على ربه، وذلك خسران مبين، علاوة على ما يكون في قلبه من الوحشة والكآبة والحزن.
ومما تعالج به العين - بعد وقوعها - الرقية الشرعية، التي دل عليها الشرع المطهر، مما جاء في الكتاب والسنة، مثل الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتان، وهكذا ما صح عن النبي ، ومن ذلك رقية جبريل للنبي وهي قوله: ( باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك )، ونحو ذلك مما هو مبين في موضعه.
قال العلاَّمة ابن القيم رحمه الله: ( ومن جرَّب هذه الدعوات والعوذ، عرف مقدار منفعتها، وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول أثر العائن، وتدفعه بعد وصوله، بحسب قوة إيمان قائلها، وقوة نفسه واستعداده، وقوة توكله وثبات قلبه، فإنها سلاح، والسلاح بضاربه ).





أخيراً :

لم نكن يوماً سحرة ولن نكون ـ بإذن الله ـ إنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء ويُطلع عباده على بعض الأمور التى يعجز البعض الآخر على أن يطلعوا عليها ولاممسك لفضله .

وماتقدم فيه أمور مسلمة وفيه ماهو اجتهاد قابل للخطأ والصواب والبحث القائم والاجتهاد قائم والتغيير والتبديل سنة العبد التى فطره الله عليها ، وأبى الله العصمة إلا لكتابه ، ولن نتراجع ـ بحول من الله وقوة ـ فى معرفة مكر هؤلاء الشرذمة من السحرة والشياطين ثم فضحهم ، و لن ندع أن نجاهد فيهم بحق الله ـ والله ولينا ـ باختراق جدرانهم لنبدد ظلام شركهم وكفرهم بالله رب العالمين .