سورة الجن هي سورة
مكية ، نزلت بعد سورة الأعراف ، بدأت بفعل أمر " قُلْ أُوحِيَ إٍلَيَّ ".
سميت بهذا الاسم لأنه ذُكر فيها أوصاف الجن وأحوالهم وطوائفهم وأيضا سورة ( قُلْ
أُوْحِيَ إَلَىَّ ) .[1]
أسباب النزول
عن عبد الله بن عباس قال : انطلق النبي في طائفة من أصحابه إلى سوق عكاظ وقد حيل
بين الشياطين وبين خبر السماء وأُرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم
فقالوا : مال لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأُرسلت علينا الشهب
قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شئ حدث فاضربوا مشارق الارض ومغاربها
فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو
تهامة إلى النبي وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما
سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك
حين رجعوا إلى قومهم وقالوا :" يا قومنا إنا سمعنا قرأنا عجبا يهدى إلى الرشد فأمنا
به ولن نشرك بربنا أحدا " فأنزل الله على نبيه" قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن
"
تفسير سورة الجن وهي مكية .
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ
الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1)
يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر قومه : أن الجن استمعوا القرآن
فآمنوا به وصدقوه وانقادوا له ، فقال تعالى : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن
فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن
نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
"يهدي إلى الرشد" أي : إلى السداد والنجاح ، ( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) وهذا
المقام شبيه بقوله تعالى : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ) [
الأحقاف : 29 ] وقد قدمنا الأحاديث الواردة في ذلك بما أغنى عن إعادته هاهنا .