تنبيهات:
الأول: الإصابة بالعين قد تكون من الإنس،
وقد تكون من الجن، ومما يدل ذلك ما رواه الشيخان، البخاري ومسلم، عن أم سلمة زوج النبي
؛ أنه عليه الصلاة والسلام رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، أي أنه لاحظ في وجهها
تغيراً، فقال : { استرقوا لها، فإن بها النظرة }. قال الحافظ البغوي رحمه الله: ( أراد
بالنظرة العين، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن، وقيل: عيون الجن أنفذ من أَسنَّة
الرماح ).
ولا شك أن الإنسان إذا تجرد من ملابسه لتغييرها،
أو عند قضاء الحاجة ونحو ذلك، فإن ذلك أدعى لإصابته بالعين، ولذا حث النبي على الاحتراز
من نظر الجن، بذكر اسم الله تعالى، يبين ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما
عن النبي أنه قال: { ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الخلاء - وفي
رواية: إذا وضع أحدهم ثوبه - أن يقول: بسم الله }.
الثاني: ينبغي الاحتراز لمن كان مهيَّأ
للإصابة بالعين، بسبب صحته أو حسنه ونحو ذلك، وألا يعرض للإصابة بالعين، وأعني بذلك
مثل ما يقع من بعض النساء إبداء محاسنهن أو محاسن بناتهن بشكل فاضح، وخاصة في المناسبات
والأفراح ونحوها، والواقع شاهد بذلك وبكثير من عواقبه المؤلمة. وفي هذا يقول الشاعر:
ما كان أحوج ذا الكمال *** إلى عيب يوقيه
من العين
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله قال:
رخَّص رسول الله لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس: { ما لي أرى أجسام بني
أخي ضارعة، تصيبهم الحاجة؟ } يعني أن أجسامهم نحيلة ضعيفة، وهم أولاد جعفر بن أبي طالب،
فقالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، فقال: { ارقيهم }، قالت: فعرضت عليه - أي الرقية
- فقال: { ارقيهم }.
الثالث: أن بعض الناس إذا طلبوا العلاج
بالرقى، لم يتحرَّوا ذلك عند من عُرف بصحة عقيدته، وسلامة مقصده ومنهجه، وكونه من أهل
العلم، ولذلك يوجد من الناس من يتوجه إلى السحرة والمشعوذين وذوي المقاصد السيئة، الذين
يفسدون أكثر مما يصلحون، حتى أن من أولئك من يأمر بأشياء محرمة أو بدعية أو شركية
- نسأل الله السلامة، فالواجب على من طلب العلاج بالرقى أن يحذر ويتبين في أمره.

