الجمعة، 1 أبريل 2016

ثالثاً: تسخير الجن لنبي الله سليمان




ثالثاً: تسخير الجن لنبي الله سليمان :

سخر الله لنبيه سليمان - في جملة ما سخر - الجن والشياطين، يعملون له ما يشاء، ويعذب ويسجن العصاة منهم: (فسخَّرنا له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب - والشَّياطين كل بنَّاءٍ وغوَّاصٍ - وآخرين مقرَّنين في الأصفاد) [ص: 36-38] .
وقال في سورة سبأ: (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السَّعير - يعملون له ما يشاء من مَّحاريب وتماثيل وجفانٍ كالجواب وقدورٍ رَّاسياتٍ) [سبأ: 12-13] .
وهذا التسخير على هذا النحو استجابة من الله لعبده سليمان حين دعاه

وقال: (وهب لي مُلكاً لاَّ ينبغي لأحدٍ من بعدي) [ص: 35] . وهذه الدعوة هي التي منعت نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم من ربط الجني الذي جاء بشهاب من نار، يريد أن يرميه في وجهه، ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعناه يقول: (أعوذ بالله منك) ثم قال: (ألعنك بلعنة الله ثلاثاً) ، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً.
فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله ‍ لقد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً، لم نسمعك تقوله من قبل، ورأيناك بسطت يدك، فقال: (إن عدوّ الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم اْردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة) (1) .
وقد تكرر هذا أكثر من مرة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن عفريتاً من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع عليّ الصلاة، وإن الله أمكنني منه، فَذَعَتُّهُ، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون، (أو كلكم) ، ثمّ ذكرت قول أخي سليمان: (رب اغفر لي وهب لي مُلكاً لاَّ ينبغي لأحدٍ من بعدي) ، فرده الله خاسئاً) (2) . ومعنى يفتك: الفتك: الأخذ غفلة. وقوله: (ذعته) ، أي: خنقته.
كذب اليهود على نبي الله سليمان:
يزعم اليهود وأتباعهم الذين يستخدمون الجن بوساطة السحر أن نبي الله سليمان كان يستخدم الجنّ به، وقد ذكر غير واحد من علماء السلف أنَّ سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب السحر والكفر، وجعلتها تحت كرسيه، وقالوا: كان سليمان يستخدم الجن بهذه، فقال بعضهم: لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان، فأنزل الله قوله: (ولمَّا جاءهم رسولٌ من عند الله مصدقٌ لما معهم نبذ فريقٌ من الَّذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنَّهم لا يعلمون) [البقرة: 101] ، ثم بين أنهم اتبعوا ما كانت تتلوه الشياطين
على عهد ملك سليمان، وبرأ سليمان من السحر والكفر: (واتَّبعوا ما تتلوا الشَّياطين على مُلكِ سليمان وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا) [البقرة: 102] .
_________
(1) رواه مسلم: 1/385. ورقمه: 542.
(2) رواه البخاري: 6/547. ورقمه: 3423. ورواه مسلم: 1/384. ورقمه: 541.

(1/36)


   مقال من كتاب عالم الجن والشياطين - للدكتور / عمر الأشقر

أخيراً :

لم نكن يوماً سحرة ولن نكون ـ بإذن الله ـ إنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء ويُطلع عباده على بعض الأمور التى يعجز البعض الآخر على أن يطلعوا عليها ولاممسك لفضله .

وماتقدم فيه أمور مسلمة وفيه ماهو اجتهاد قابل للخطأ والصواب والبحث القائم والاجتهاد قائم والتغيير والتبديل سنة العبد التى فطره الله عليها ، وأبى الله العصمة إلا لكتابه ، ولن نتراجع ـ بحول من الله وقوة ـ فى معرفة مكر هؤلاء الشرذمة من السحرة والشياطين ثم فضحهم ، و لن ندع أن نجاهد فيهم بحق الله ـ والله ولينا ـ باختراق جدرانهم لنبدد ظلام شركهم وكفرهم بالله رب العالمين .