موقفنا من السحر والسحرة
من خلال ما رأيته بنفسي من المعاناة التي يعانيها المسحور، ومن خلال الحالات التي تم شفاؤها بإذن الله على يدي، فإني أؤكد أن السحر له من الخطورة والضرر، وإيذاء ما لا يستطيع أن يتحمله بشر، ولك أن تتخيل حجم العذاب والقهر الذي يلازم المسحور، وبسبب السحر خربت بيوت، وتقطعت الأرحام وتفرق الأزواج وتشرد الأبناء، ووقعت العداوة والكراهية بين الأهل والأصدقاء، وعم الحزن واختفت الفرحة من القلوب.
ولذلك يجب علينا وعلى إخواننا من أهل العلم الشرعي أن نتصدى لهؤلاء السحرة والمشعوذين ونقف لهم بالمرصاد ونبطل ادعاؤهم ونواجههم بالحقيقة وكشف زيفهم أمام الناس، ومن ناحية أخرى أدعو كل عليل أصابه المرض أو أصابته مصيبة بعدم الذهاب إلى السحرة والكهنة ، الذين يدعون معرفة الغيب وشفاء المريض ، لأن هؤلاء السحرة يدعون علم الغيب ويستحضرون الجن ليستعينوا به على إيذاء الناس وعذابهم والتفريق بينهم، فهؤلاء حكمهم الكفر والضلال لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) صلى الله عليه وسلم " رواه أبو داود .
وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من أتى عرافاً فسأله شيئاً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" . والنبي صلى الله عليه وسلم جعل السحر من الموبقات السبع ، لخطره الشديد على الإنسان ، والذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، وليس لهم عند الله إلا الخسارة في الدنيا والآخرة ، لأنهم باعوا أنفسهم للشيطان بأبخس الأثمان، وقد ذمهم الله سبحانه وتعالى بقوله : ( ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) وهذا الثمن البخس الذي يحصلون عليه لا يساوي ساعة من عذاب الآخرة . وبناء على ذلك فإنني أتوجه إلى كل أخ أو أخت أصابه أو أصابها مكروه عدم التوجه إلى هؤلاء السحرة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الذهاب إليهم ، كما أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أنزل الداء وأنزل معه الدواء، والذي يفكر قليلاً يجد الدواء قريباً منه جداً في كتاب الله عز وجل القائل في آياته : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) الإسراء 82 .
