علاج السحر فى القرأن
قوله تعالى : ( فلما ألقوا
قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله
الحق بكلماته ولو كره المجرمون) يونس 82،81 .
وقوله تعالى :" وجاء
السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم لمن المقربين
* قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين * قال ألقوا فلما ألقوا سحروا
أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم * وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف
ما يأفكون . فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي
السحرة ساجدين) . الأعراف 112-120.
قال تعالى : ( قال أجئتنا
لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى * فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا
نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى ) طه 58،57 .
قال تعالى : ( واتبعوا ما
تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر
وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة
فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا
بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن استراه ما له في الآخرة من
خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) البقرة 102 .
قال تعالى : ( قال للملأ
حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه
وابعث في المدائن حاشرين . يأتوك بكل سحار عليم * فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ) الشعراء
38،37،36،34 .
تفسير الآيات 65-70 من سورة
طه – من تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى ، يقول الله تعالى مخبراً عن السحرة حين اتفقوا
مع موسى ميعاداً للتحدي، فقالوا لموسى عليه السلام إما أن تلقي أولاً وإما أن نكون
أول من ألقى فقال لهم موسى عليه السلام القوا أنتم أولاً لنرى ماذا تصنعون من السحر
وليظهر للناس حقيقة أمرهم فإذا حبالهم وعصيهم تسعى، هكذا خيل للناس وذلك لأنهم دهنوها
بمادة من الزئبق ما جعلها تتحرك وتضطرب بحيث يخيل للناظر أنها تسعى وهى في الحقيقة
لا تتحرك ، وكان السحرة كثيرين وأعدادهم كبيرة حتى صار الوادي كله حيات يركب بعضها
فوق بعض، فهنا خاف موسى على الناس أن يصدقوهم ويفتنوا بسحرهم قبل أن يلقي ما في يمينه
، فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام أن ألقى ما في يمينك وهى عصاك فإذا بهذه
العصي حية كبيرة لها عنق كبير ورأس رهيب وأضراس وابتلعت كل الحبال والعصي التي ألقاها
السحرة، والناس والسحرة ينظرون في دهشة إلى هذا المنظر العجيب في وضح النهار، فقامت
المعجزة وظهر الحق وبطل السحر ، وآمن السحرة برب موسى وهارون ، قال تعالى في سورة الأعراف
آية 116 : ( قال ألقوا فلما القوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم )
.
عندما ألقى السحرة حبالهم
وعصيهم سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ، فالقرآن يقول أنه سحر عظيم،
فإذا قال القرآن ذلك كان تأثيره كبيراً وإلا ما وصفه القرآن الكريم بقوله عظيم ، والدليل
أن سحرهم أثار الرهبة والخوف في قلوب الناس ومعهم موسى عليه السلام .
ولكن المفاجأة الكبرى التي
أذهلت الجميع عصا موسى التي تلقف كل ما على الأرض، حيث جاء الحق الواضح الهادي الواثق
من نفسه، ليقضى على الباطل ويدحضه، حتى إن السحرة سجدوا لله رب العالمين وآمنوا برب
موسى وهارون .
